للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال من عنده: صه.

فقال: السلام عليك أيها الأجير!

فقال معاوية: دعوا أبا مسلم؛ فإنه أعرف بما يريد.

قال: فتقدم، فقال: السلام عليك أيها الأجير!

فقال معاوية: وعليك السلام يا أبا مسلم.

فقال: اعلم أنه ليس من راع استرعي رعية إلا وبأجره سائله عنها؛ فإن كان داوى مرضاها، وهَنأَ جرباها، وجبر كسراها، ورَدَّ أولاها على أخراها، ووضعها في أنف من الكلأ وصفوة من الماء، وفَّاه الله أجره، وإن كان لم يداو مرضاها، ولم يهنأ جرباها، ولم يجبر كسراها، ولم يرد أولاها على أخراها، ولم يضعها في أنف من الكلأ وصفوة من الماء، لم يوفه أجره؛ فانظر مَنْ أنت مِنْ ذلك يا معاوية.

فقال معاوية رضي الله تعالى عنه: يرحمك الله يا أبا مسلم! يرحمك الله يا أبا مسلم! يرحمك الله يا أبا مسلم (١)!

* فائِدَةٌ زائِدَةٌ:

كما ورد تمثيل المؤمنين بالنحلة - بالمهملة - ورد تمثيله بالنخلة - بالمعجمة -، وهي مصحفها.

روى الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن


(١) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٢٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٧/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>