للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مساحرة موسى، وكان في ذلك سعادتهم، وفي ذلك من تقرير القضاء والقدر ما هو في غاية الوضوح، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكم من خائض في بحار العصيان وهو يراعى بعين الرضوان حتى يأتي الإِبَّان وإذا بالسرِّ قد سطع وبان.

ولقد قلت: [من المنسرح]

قدْ عَجِبْنَا لعُصْبَةٍ سَحَرَة ... وَهُمْ عِنْدَ رَبهِّم بَرَرَة

أَدْرَكَتْهُمْ سَعَادةٌ سَبقتْ ... لَيْسَ بالسَّعْي تُدْرِكُ الْمَهَرَة

وَفَقَ اللهُ مَنْ يَشَاءُ لِما ... هُوَ في سَبْقِ عِلْمِه زَبَرَه

حَسْبِيَ اللهُ لا شَرِيْكَ لَه ... لَيْسَ لِلْعَبدِ دُونَهُ خِيَرَة

هُوَ فِي كُلِّ حَالَةٍ ثِقَتِي ... مَنْ يَكُنْ واثِقاً به جَبَره

مَنْ يُطعْهُ يَقْبَلْهُ عَنْ كَرَمٍ ... وَهْوُ لَنْ يَعْصِ أمْرَهُ سَتَرَه

حَمْدُناَ كُلُّهُ لخَالِقِنَا ... كُلُّ نَفْسٍ إِلَيْهِ مُفْتَقِرَه

رَبِّ نِعْمَ الوَكِيْلُ أنْتَ لَنَا ... لَيْسَ نَخْشَى عَدْوى وَلا طِيَرَة

كَيْفَ نَخْشَى وَأنْتَ مَوْئلُنا ... نَوْبَ خَطْبٍ يَمَسُّنَا ضَرَرَه

صَلِّ رَبِّ عَلَى النَّبِيْ وَعَلَى ... آلِهِ وَالصَّحَابَةِ العَشَرَة

[١٢ - ومن أخلاق فرعون وقومه: الكهانة، وتصديق الكهان والمنجمين.]

كما تقدم نظيره في نمرود.

<<  <  ج: ص:  >  >>