للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا كان للذكر والاستعاذة بالله تأثير عظيم في دفع السحرة كما رقى جبريل عليه السلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سحر بالمعوذتين، كما أخرجه البيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (١).

وقول ابن عباس في السحرة: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء؛ أي: في يوم واحد، وهو يوم التقوا مع موسى عليه السلام، فألقوا وألقى.

قال قتادة: ذكر لنا أنَّهم كانوا أول النَّهار سحرة وآخره شهداء. أخرجه ابن جرير (٢).

أي: علماء شاهدين عن علم ويقين بأنَّ ما جاء به موسى هو الحق، أو شهداء بما صنع بهم فرعون.

وليس في القرآن ما ينص على أنهم قتلوا، إنَّما فيه وعيد فرعون لهم وتهديده إياهم، ومن هنا ذهب جماعة منهم الإمام فخر الدين الرازي، وأبو حيان إلى رد ما قيل: إن فرعون قتلهم وصلبهم مستدلين بقوله تعالى: {أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: ٣٥]، ورجحه والدي في "تفسيره" (٣).

والاعتبار في قصة السحرة أنهم دعوا بشرطة فرعون وأعوانه ملجئين


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٧/ ٩٤).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٩/ ٢٤).
(٣) انظر: "التفسير الكبير" للرازي (٢٤/ ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>