للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقاتل الله هؤلاء ما أشد فريتهم! وأشنع مريتهم! لقد تجاوزوا النصارى في قولهم بالثلاثة.

ومن العجائب أن آية المباهلة إنّما أنزلت لبيان كذب النصارى في قولهم: ثالث ثلاثة، أو قولهم بألوهية ثلاثة، وإنَّما الله تعالى إله واحد، وهؤلاء الداعين يقولون: سادس ستة، أو يقولون بألوهية ستة (١)!

الفرقة الرّابعة من الغلاة: المغيرية.

أصحاب المغيرة بن سعد العجلي، ادعى أن الإمام بعد محمّد ابن علي بن الحسين: محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين الخارج بالمدينة، وزعم أنّه حي لم يمت، ثمّ ادعى الإمامة لنفسه بعد محمّد، وادعى النبوة لنفسه، وغلا في حق علي رضي الله تعالى عنه غلوًا لا يعتقده عاقل، وتبعه أصحابه.

وقالوا جميعًا: إنَّ معبودهم صورة وجسم ذو أعضاء عدد حروف المعجم، وأمثالها صورته سورة من نور، على رأسه تاج، وله قلب تنبع منه الحكمة بخلق الاسم الأعظم، فطار فصار على رأسه تاجًا، وكتب على كفه أعمال العباد، فغضب من المعاصي، فعرق فخرج من عرقه البحر، إلى غير ذلك من الكفر الصريح، والضلال القبيح، ثمّ وقعوا في أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - تضليلًا وتكفيرًا؛


(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>