للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة: ٥٧، ٥٨].

قيل: كان إذا نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة، وقام إليها المسلمون، قالت اليهود: قاموا لا قاموا، صلوا لا صلوا، ركعوا لا ركعوا، سجدوا لا سجدوا، استهزاءً وضحكوا، فنزلت هذه الآية فيهم (١).

أخرج البيهقي في "الدلائل" نحوه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (٢).

وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رحمه الله تعالى: أنها نزلت في رجل من النصارى بالمدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: حرق الكاذب.

فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو قائم وأهله نيام، فتطايرت منها شرارة في البيت، فاحترق هو وأهله (٣).

* تَنْبِيْهٌ:

أشبه الناس باليهود والنصارى في هذه الخصلة الدروز والتيامنة،


(١) ذكره الثعلبي في "التفسير" (٤/ ٨٢) عن الكلبي.
(٢) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٢٧٥).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٦/ ٢٩١)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٤/ ١١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>