للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحرق النار إلا وثاقه، فأخذوا شيخًا منهم، فجعلوه على نار كذلك، فاحترق.

ورواه ابن المنذر، وأخرجه عنه ابن جرير في تفسير قوله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠)} [الأنبياء: ٧٠]: ألقوا شيخاً في النار منهم لأن يصيبوا نجاته كما نجا إبراهيم، فاحترق (١).

أراد ابن جريح أن الله تعالى رد كيدهم في نحورهم، فخسروا صاحبهم حين رأوا النار صارت برداً وسلامًا على إبراهيم، فحسبوها أنها كذلك على غيره، فألقوا صاحبهم فيها ليبصروا نجاته منها، وأي غباوة وجهل أعظم من هذا؛ يرون الوثاق قد احترق، وإبراهيم قد نجا، والبصيرة تشهد بذلك أن نجاته مع احتراق الوثاق إنما هي معجزة له تصديقًا لما جاء به من الحق، وإبطال أمر آلهتهم، فزعموا أن هذه الخصوصية لكل من ألقي في تلك النار.

وقيل: إن ذلك الشيخ المحترق أبو لوط عم إبراهيم، قال: إن النار لم تحرق إبراهيم من أجل قرابته مني، فأرسل الله عنقاً من النار فأحرقته. رواه عبد بن حميد عن سليمان بن صرد (٢).

[٢٢ - ومنها: الاحتكار.]

وهو شراء القوت في زمن الغلاء، وحبسه ليبيعه عندما تمس حاجة الناس إليه بأغلى من ثمنه الذي اشتراه به؛ وهو حرام.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٧/ ٤٥).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٦٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>