للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: ٤].

قال ابن عباس في قوله: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}: نخل قيام. رواه ابن أبي حاتم (١).

وذلك أن الآية نزلت في عبد الله بن أُبَيٍّ وأصحابه، وكان جميل الصورة، حسن السيرة، وكان له ولأصحابه حلاوة لسان، فشبهوا بالنخل الطوال الحسان، إلا أنهن لا يعقلون شيئًا، ومآلهم إلى النار، فحسن الصورة والبزة والتزين في الهيئة لا تكون مكرمة في الإنسان وهو بهيمة في الأخلاق، جماد عند الاحتياج إليه.

وما أحسن قول بعض المتقدمين: [من الكامل]

أَأُخَيَّ إِنَّ مِنَ الرِّجالِ بَهِيمَةٌ ... في صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ

فَطِنٌ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ في مالِهِ ... فَإِذا يُصابُ بِدِينهِ لَمْ يَشْعُرِ (٢)

١٢ - ومن أخلاق المنافقين: الابتداع في الدين، ومجالسة المبتدعين.

روى الأصبهاني عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: إن لله ملائكة يطلبون حِلَقَ الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٣٥٧).
(٢) نسب ابن عساكر البيتين لأبي عمرو العلاء، كما في "تاريخ دمشق" (٦٧/ ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>