للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُمَّتِيْ، أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ أَجْمَعِيْنَ قالت أم سلمة: قلت: وفي الناس إذ ذاك قوم صالحون؟ قال: "نعَمْ، يُصِيْبُهُمْ ما أَصابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَصِيْرُوْنَ إِلَيْ مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ" (١).

وأخرجه الإمام أحمد بسندين، أحدهما صحيح (٢).

* الفائدة التاسعة: النعيم في القبر، والسلامة من فتنته، وذب الأعمال الصالحة عن العبد الصالح فيه:

روى ابن أبي الدنيا عن ثابت البُنَاني رحمه الله تعالى قال: إذا مات العبد الصالح فوضع في قبره، أتي بفراش من الجنة، وقيل له: نم هنيئًا لك قرة العين، فرضي الله عنه، قال: ويفسح له في قبره مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنة، فينظر إلى حسنها، ويجد ريحها، وتحتوشه أعماله الصالحة -الصيام والصلاة- فيقول له: نحن أنصبناك، وأظمأناك، وأسهرناك؛ فنحن اليوم لك بحيث تحب، نحن أُنّاَسُكَ حتى تصير إلى منزلك من الجنة.

وفي هذا الباب آثار أخرى، ولها شواهد من الحديث الصحيح.

وقال إبراهيم بن بشار: كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى ينشد: [من السريع]

مَا أَحَدٌ أَكْرَمُ مِنْ مُفْرَدٍ ... فِيْ قَبْرهِ أَعْمَالُه تُؤْنِسُهْ


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٣٦٣).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٣٠٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٦٨): رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>