دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل وميكائيل وهو يستاك، فناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل السواك، فقال جبريل عليه السلام: كَبِّرْ.
قال الترمذي: أي: ناول ميكائيل؛ فإنه أكبر (١).
قلت: يحتمل أن الملائكة عليهم السلام تستاك حقيقة امتثالاً للأمر، وإرشاداً للخلق، وإن لم يكن في أفواههم ما يحتاج إلى الإزالة كما في أفواه بني آدم.
* تنبِيْهٌ:
في هذا الحديث إشارة إلى أن ميكائيل أكبر من جبريل عليهما السلام، والظاهر أن الكبر بمعنى القدم، ففيه دليل على أن ميكائيل خلق قبل جبريل، ولا يجوز حمله على الكبر بمعنى العظم من حيث الفضل؛ فإن جبريل عليه السلام أفضل.
[٨ - ومنها: إقام الصلاة]
وهي صلاتنا المعهودة إن قلنا: إن الملائكة عليهم السلام متعبدون بشرع نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: فيما يتأتى منهم من الأحكام.
ويدل لذلك حديث عمر المشار إليه -أيضًا -.
وقال أبو عمر بن عبد البر: قد روي عن عكرمة ما يدل على أن أهل السماء يصلُّون في حين صلاة أهل الأرض، وُيؤَمِّنُوْنَ أيضًا، فمن
(١) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ٧١).