للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفة الحساب (١).

وإن كان ثواب الورع ذلك؛ لأنَّ الجزاء من جنس العمل، والورع من لازمه محاسبة النفس.

قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى: الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس مع كل طَرفة (٢).

وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَوْحَىْ اللهُ عز وجل إِلَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا مُوْسَىْ! إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَانِيْ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ ناَقَشْتُهُ الْحِسَابَ، وَفتَّشْتُهُ عَمَّا كَانَ فِيْ يَدَيْهَ إِلاَّ الوَرِعِيْنَ؛ فَإِنِّيْ أسْتَحْيِيْهِمْ وَأُجِلُّهُمْ، وَأُكْرِمُهُمْ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (٣).

[٤٨ - ومنها: الصيانة مع حسن الوجه وجمال الصورة.]

وليس في الأنبياء عليهم السلام إلا حسن الصورة، وكلهم معصومون.

وفي الحديث الصحيح: "إِنَّ يُوْسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلَقَهُ الرَّحْمَنُ عَلَىْ صُوْرَتهِ" (٤).


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ١٤٧).
(٢) رواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: ٣١٦).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ١١١). ورواه الطبراني مطولاً وسيأتي بتمامه قريبًا.
(٤) الشطر الأول من الحديث رواه مسلم (١٦٢) عن أنس - رضي الله عنه -، والشطر الثاني رواه البخاري (٥٨٧٣)، ومسلم (٢٨٤١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>