للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال وهب رحمه الله تعالى: كان نوح عليه السلام من أجمل أهل زمانه، وكان يلبس البرقع، قال: فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه شبعوا. رواه أبو نعيم (١).

وروى البيهقي في "الشعب"، وابن عساكر عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ آتَاهُ اللهُ وَجْهًا حَسَنًا، وَاسْمًا حَسَنًا، وَجَعَلَهُ فِيْ مَوْضعٍ غَيْرِ شَائِنٍ، كَانَ مِنْ خُلاَصةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ" (٢).

قلت: والذي استقرأته وتحققته أنه لم يكن ذو جمال وصورة حسنة، فصين جماله عن الامتهان بالفسق، واتَّزر هو بالعفة وارتدى بالصيانة إلا بقي جماله وحسن طلعته في كبره إلى وفاته وبعد موته، ومن امتهن جماله بالفجور لم يلبث جماله أن يقبح شيئًا فشيئاً خصوصاً عند نبات وجهه.

وكذلك عرض على الجمال والبهاء في هذه الأعصار أكل المكيفات المسكرة والمسطلة، والمخدرات المؤثرات في نضارة الأجساد وماء


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٦٧).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣٥٤٣) وضعفه، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣١/ ٧١)، وكذا رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٥٠٦).
قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص: ٦٣): كل حديث فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم أو الأمر بالنظر إليهم أو التماس الحوائج منهم أو أن النار لا تمسهم، فكذب مختلق وإفك مفترى.

<<  <  ج: ص:  >  >>