للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: فجلسنا ننتظر حضور الطعام وحضور الأمير، فلحقتني نعسة لطول الجلوس، فرأيت في المنام كان قائلًا يقول: [من الكامل]

فَدَعِ الْمِراءَ لِمُفْسِدٍ أَوْ مُصْلِحِ ... مَنْ ذاقَ طَعْمَ طَعامِهِمْ لَمْ يُفْلِحِ

والمعنى: دع المماراة مع من يريد لك الإصلاح، ومن يريد الإفساد إذا نادياك في أن طعام الأمراء لا يضرك فإنه يضرك، ومن ذاق طعامهم لم يفلح، فكيف بمن يلازم على أكله ويتردد إليه؟

وروى أبو نعيم عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسلمان: "إِن طَعامَ أُمَرائِي بَعْدِي مِثْلُ طَعامِ الدَّجَّالِ؛ إِذا أكلَهُ الرَّجُلُ انْقَلَبَ قَلْبُهُ" (١).

وعنه قال: إن الرجل ليستعير من السلاطين الدابة أو السرج أو اللجام؛ فيتغير قلبه لهم (٢).

* فائِدٌ ثالِثةٌ وتسعونَ:

قال ابن جهضم: حدثني محمَّد بن الحسين قال: بلغني أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما: [من البسيط]


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٦٩).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>