للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل منهما بحال الآخر، فذهب اعتقاد السوء، وسلم كل واحد من الإطراء على الآخر، ومن هنا شرع السلام عند اللقاء، والمصافحة، والسؤال عن حال الإخوان؛ فافهم!

[٧٢ - ومنها: اعتياد الشر والأذى.]

فلا ينبغي للإنسان أن يتعود أذية الناس حتى يخافوا من شره، ويتوقوا أذيته كما يتوقون من أذية الشيطان ويتعوذون منه، وقد أمر الله تعالى بالتعوذ من شيطان الإنس، وهو المتشبه بالشيطان في الشره والتمرد، فقال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: ١] إلى آخر السورة.

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم الغيبة" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يُخَافُ إِسَاءَتُه (١)، أَوْ يُخَافُ شَرُّهُ" (٢).

وروى أبو يعلى عنه، والإمام أحمد، والترمذي عن أبي هريرة


(١) في "ذم الغيبة والنميمة": "لسانه" بدل "إساءته".
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة والنميمة" (ص: ٨٧). وفيه عثمان بن مطر عن ثابت، قال ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٦٣): أحاديثه عن ثابت خاصة مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير وفيها مناكير، والضعف بين على حديثه.
لكن روى البخاري (٥٧٨٠)، ومسلم (٢٥٩١) بمعناه عن عائشة رضي الله عنها، ولفظهما: "إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه".

<<  <  ج: ص:  >  >>