للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القشيري: سمعت الأستاذ أبا علي الدَّقاق رحمه الله تعالى يقول: الحياء ترك الدعوى بين يدي الله تعالى (١).

قال: وسئل الجنيد رحمه الله تعالى عن الحياء، فقال: رؤية الآلاء، ورؤية التقصير يتولد منهما، حالة تسمى الحياء (٢).

أي: حالة تبعث على شكر الآلاء، وتنزيه النفس عن التقصير في حق ذي النعماء.

[٢ - ومنها: إنجاز الوعد، وحفظ العهد، ويدخل فيه صيانة الأسرار]

قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٤].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١].

وروى مسلم عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أتى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، فبعثني في حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، قالت: وما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تخبرْ بسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً.

قال أنس رضي الله تعالى عنه: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت (٣).


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٥٢).
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٥٢).
(٣) رواه مسلم (٢٤٨٢)، ورواه البخاري (٥٩٣١) مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>