للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: هيهات أو ما سمعت قول الشاعر: [من الكامل]

جانِيكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ وَقَدْ ... تُعْدِي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُربِ

وَلَرُبَّ مَأخُوْذٍ بِذَنْبِ عَشِيْرَةٍ ... وَنَجا الْمُقارِفُ صاحِبُ الذَّنْبِ

فقال: أصلح الله الأمير! إني سمعت الله يقول غير هذا.

قال: وما ذاك؟

قال: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (٧٩)} [يوسف: ٧٨، ٧٩].

فقال الحجاج: علي بيزيد بن أبي مسلم.

فمثل بين يديه، فقال: افكك لهذا عن اسمه، واصكك له بعطائه، وابن له منزله، وأمر منادياً ينادي: صدق الله وكذب الشاعر (١).

[٦ - ومنها: اتخاذ الشرط والجلاوزة، ومن يأخذ الناس ويروعهم.]

وهذا يتفق في هذه الأمة، وقد جاء أنه من أشراط الساعة.

ولا بأس للوالي باتخاذ من يرسله وراء الخصوم، ومن يباشر بين يديه الحدود والتعزيرات، وإنما المنكر ترويع البرآء، وأخذ الناس بالظلم والعنف، ومعاقبتهم بالتمثيل والتنكيل، وحمل الجلاوزة للأسواط التي هي مثل أذناب البقر ونحوها لترويع الناس.


(١) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (١/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>