وفيه إشارة إلى أن معرفة الصالحين دليل على صلاح العبد لما سبق من أن الجنس إلى الجنس أميل، وعليه أقبل، وما من عبد صالح يعرفه إلا رجع منه بخير يتعرفه.
* فائِدَةٌ ثامِنَةٌ وَسِتُّونَ:
روى أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" عن أبي بكر بن طاهر رحمه الله تعالى قال: احتياج الأشرار إلى الأخيار صلاح الطائفتين، واحتياج الأخيار إلى الأشرار فتنة للطائفتين (١).
قلت: وبيانه أن الحاجة إذا اضطرت الأشرار إلى الأخيار أوقعت في قلوبهم توقير الأخيار والصالحين ومحبتهم، وبذلك صلاحهم، ثم إن اضطرارهم إلى الأخيار يورث الرحمة في قلوب الأخيار والشفقة عليهم، ويبذلون الجهد في نصيحتهم وإرشادهم، فتصلح الطائفتان جميعاً.
فأما إذا اضطرت الحاجة الأخيار إلى الأشرار ألجأت الأخيار إلى مداراتهم ومودتهم، والتقرب لقلوبهم وترك الإنكار عليهم، وأوهمت الأشرار خيرية أنفسهم وتزكيتها، والتكبر والافتخار، فتفسد الطائفتان، ويفتنون.
* فائِدَةٌ تاسِعَةٌ وَسِتُّونَ:
روى السلمي عن أبي بكر الوراق قال: الناس ثلاثة: العلماء،