للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٨١ - ومنها: تحريف السلام.]

وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ اليَهُودُ فَإِنَّمَا يَقُوْلُوْنَ: السَّامُّ عَلَيْكُمْ، فَقُوْلُوْا: وَعَلَيْكُمْ" (١).

والسَّامُّ هُوَ الْمَوْتُ.

وهذا يتفق لكثير ممن لا يعتني بالسلام ابتداءً ورداً، فيختصر السلام للعجلة، فيلفظ بمثل ما تلفظ به اليهود.

واعلم أنه متى سلَّم اليهودي أو النصراني عليك فليس لك أن تزيد في الرد على: وعليك، أو: وعليكم؛ للأحاديث الواردة في ذلك.

ولا يجوز ابتدائهم بالسلام لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَبْدَؤُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلامِ، فَإِذَا لَقِيْتُمْ أَحَدهمْ في طَرِيْقٍ فَاضْطَرُّوْهُ إِلَى أَضْيقِهِ". رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي (٢).

فإن احتيج إلى تحية أحد منهم تفاكها بغير السلام كقولك: هداك الله، وكيف حالك، فإن لم يحتج إلى ذلك فلا يقل شيئًا؛ فإن ذلك تبسط له وإيناس، وإظهار صورة ود، ونحن مأمورون بالإغلاظ عليهم، ومنهيون عن ودهم.


(١) رواه البخاري (٥٩٠٢)، وكذا مسلم (٢١٦٤).
(٢) رواه مسلم (٢١٦٧)، وأبو داود (٥٢٠٥)، والترمذي (١٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>