للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتزعم العرب أن الغراب نظر إلى الحمامة تمشي، فأراد محاكاتها في مشيه، فنسي مشيه، ولم يبلغ مشيها حتى قال الشاعر: [من الكامل]

إِنَّ الغُرابَ وَكانَ يَمْشِي مَشْيَهُ ... فِيما مَضَى مِنْ سالِفِ الأَحْوالِ

حَسَدَ القَطاةَ وَكانَ يَمْشِي مَشْيَها ... فَأَصابَهُ ضَرْبٌ مِنَ التَّعْقالِ

فَأَضَلَّ مِشْيَتَهُ وَأَخطَأَ مَشْيَها ... فَلِذَاكَ سَمَّوْهُ أَبا الْمرْقالِ (١)

[٩٧ - ومنها: التشبه في سرعة الغضب بالخنفساء، وفي شدته بالنمر.]

ومن أمثالهم: هو أسرع غضباً من فاسية وهي الخنفساء؛ وذلك لأنها إذا تحركت فست وفاح نتنها (٢).

وقالوا: إن النمر أخبث من الأسد؛ فإنه لا يملك نفسه عند الغضب حتى يبلغ من شدة غضبه أنه يقتل نفسه (٣).

ويقال: إنه أشد السباع حَرَداً إذا حرب.

وقال الأصمعي: يقال: تنمر فلان له؛ أي: تنكر، وتغير، وأوعده؛ لأن النمر لا تلقاه أبدًا إلا متنكراً غضبان (٤).

واللائق بالإنسان المفضَّل بالعقل عن سائر الحيوان أن يملك


(١) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٦٣).
(٢) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (١/ ٣٥٠).
(٣) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ٤٩٥).
(٤) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>