أي: إن ما يصيبهم من عند الله، وقد يكون بسبب سوء أعمالهم لا بشؤم موسى وأصحابه، كما أن الحسنة إذا جاءتهم إنما تكون بمحض الفضل من الله تعالى لا بخصوصية فيهم كما يزعمون بقولهم: لنا هذه؛ أي: مختصة بنا، ونحن مستحقونها.
مع ما حكاه من قول فرعون: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ} [الشعراء: ٣٤، ٣٥].
فبين أنهم تخوفوا من شؤمه ومن سحره، وهذا غاية الوهن من فرعون وقومه مع أنهم الجبابرة وهو يدعي الألوهية، فما بعد هذه الحماقة حماقة، ولا بعد هذا الخَوَر خور.
ومن هنا يعلم أنَّ من أخلاق فرعون وقومه الحماقة والجبن.
ويعلم أنَّ القوة كل القوة في الإيمان، والبصارة كل البصارة للمؤمنين، وكم من جبان عنيد يسفك الدَّماء ويتمرد على إله الأرض