فقالت: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام إلى بَغِيٍّ من بغايا بني إسرائيل (١)!
* فائِدَةٌ سابِعَةٌ وَثلاثونَ:
الصالح إذا زل زلة ينبغي أن يُتجافى عنها ولا تعدَّ عليه، بل ينبغي الاعتراف بفضله، والتنبيه على زلته لتحذر.
ويدل على ذلك: ما رواه الشيخان، وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها في حديث الإفك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على المنبر، فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال وهو على المنبر:"يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمينَ! مَنْ يَعْذرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَ أَذاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؛ فَوَ اللهِ ما عَلِمْتُ عَلى أَهْلِي إِلاَّ خَيراً، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً ما عَلِمْتُ عَلَيهِ إِلاَّ خَيراً، وَما كانَ يَدْخُلُ على أَهْلِي إِلاَّ مَعِي".
فقام سعد بن معاذ الأنصاري -رضي الله عنه- فقال: أعذرك منه يا رسول الله؛ إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.
قالت: فقام سعد بن عبادة - وهو سيد الخزرج -رضي الله عنه-، وكان رجلاً صالحاً، ولكن اجتهلته الحمية - فقال لسعد بن معاذ: لَعمرو الله لا تقتلنه، ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال لسعد بن