للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكذلك مثل عامل الخطيئة حين يكون في الخطأ (١)، وكذلك مثل التوبة كمثل اغتساله من النتن في النهر الضحضاح، ثم راجع دينه حتى تدرع مسكه.

والأقيرع تصغير الأقرع؛ أي: لا شعر على جلده.

والأحيمش تصغير الأحمش - بالحاء المهملة، والشين المعجمة -: وهو دقيق الساقين.

والضحضاح: الماء الذي لا يغرق.

ولعلنا نختم الكتاب بخاتمة لطيفة في المتاب.

[٤٧ - ومنها: الورع، والحذر من الشبهات.]

روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع"، وفي كتاب "البكاء" (٢) عن سعيد بن عبد العزيز رحمه الله: أن يحيى بن زكريا عليهما السلام كان لا يأكل شيئًا مما في أيدي الناس مخافة أن يكون دخله ظلم، وإنما يأكل من نبات الأرض، ويلبس من مَسوك الطير.

وفي "كتاب الورع" عن الحسن رحمه الله تعالى قال: مرَّ عيسى عليه السلام برائحة منتنة، فوضع القوم أيديهم على آنافهم، ولم يفعل ذلك عيسى، ثم مروا برائحة طيبة، فكشفوا أيديهم عن آنفهم ووضع عيسى عليه السلام يده على أنفه، فقيل له في ذلك، فقال: إنَّ الرائحة


(١) في "التوبة": "الخطايا" بدل "الخطأ".
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ٩٠)، وفي "الرقة والبكاء" (٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>