للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَنْبِيْهٌ:

قال كعب رحمه الله تعالى: أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام، وقال: لا تصلح المعيشة إلا بهما (١).

وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدَّنَانِيرُ وَالدَّرَاهِمُ خَوَاتِيْمُ اللهِ فِيْ أَرْضِهِ، مَنْ جَاءَ بِخَاتمِ مَوْلاهُ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ". رواه الطبراني في "الأوسط" (٢).

فالدرهم والدينار إنما ضربا لإصلاح المعاش وقضاء الحوائج، ومن هذا الوجه هما من نعم الله تعالى على العباد، ولم يضربا للاكتناز والادخار حرصًا عليهما ومحبة لهما إلا من حيث لا يصرفان إلا في مصلحة، فإذا ادخرا للمصلحة فلا يضر، كما قيل: [من الوافر]

لَمالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي ... مَفاقِرَهُ آتمُّ مِنَ الْقُنُوْعِ (٣)

فأما حبهما لذاتهما أو ليصرفا في الهوى فهو الخلق الشيطاني، فأكثر الناس حملهم الشيطان على حبهما حتى آثروهما على أمر الله تعالى.


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٦٠٤٢).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٥٠٧). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٣١٦): فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس، وهو ضعيف.
(٣) البيت للشماخ بن ضرار، انظر: "تفسير الطبري" (١٧/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>