للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ومن أحوال الطير: استئناسه بجنسه ونفوره عن غير جنسه.

والمطلوب من العبد أن يأنس بأهل الذِّكر والطاعة، ويفر من أهل الغفلة والمعصية.

كما روى أبو نعيم عن ميمون بن مهران رحمه الله تعالى: أن عبد الملك بن مروان قدم المدينة، فبعث حاجبه إلى سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى فقال: أجب أمير المؤمنين.

قال: وما حاجته؟

قال: لتتحدث معه.

فقال: لست من حدَّاثه.

فرجع الحاجب إليه، فأخبره، فقال: دعه (١).

وروى ابن جهضم في "بهجة الأسرار": أن بشر بن الحارث ذكر أن الأوزاعي كتب إلى إبراهيم ابن أدهم: إني أحب أن أصحبك.

فكتب إليه إبراهيم: إن الطير إذا طار مع غير شكله من الطير طار وتركه.

والمعنى في ذلك: أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى خرج عن الدنيا، وأقبل على الاشتغال بالله تعالى، والعمل له على وجه دقيق


= (٧٨٣٥)، و"المعجم الصغير" (٩٤٠). قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/ ٤٢): رجاله رجال الصحيح.
وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٤١٧).
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>