وفي ذلك دليل على استحباب التقنع والإسراع لمن مر بمقابر الكفار، وأماكن الكفر، ومواقع العذاب، وعلى كراهية الدخول إلى ديار الكفار والظالمين فضلاً عن استيطانها إلا أن يكون الداخل إليها باكياً معتبراً.
وقد دل على إباحة النظر إليها على وجه الاعتبار قوله تعالى حكاية عن ثمود:{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[النمل: ٥٢].
وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن دخول مساكن ثمود وأمثالهم إلا لمن كان باكياً وجِلاً معتبراً فما ظنك بالتشبه بهم فيما انطووا عليه وقد كانوا على خبائث؟