للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله! كيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة، والشام وبيت المقدس، ولهم بيوت معلومة على الطريق، فكيف يستأذنون ويسلمون وليس فيها سكان؟ فرخص الله في ذلك، فأنزل: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} [النور: ٢٩] بغير إذن (١).

٨١ - ومنها: التحرج عن الأكل مع الضيف بخلًا، ومع الخدام والفقراء ونحوهم استكبارًا في أنفسهم، واستحقارًا لمؤاكلتهم - وقد كان ذلك من فعل ملوك الجاهلية من العرب والروم والعجم - وعن أكل الإنسان وحده رياءً وسمعةً وافتخارًا بخلاف ما لو كان من باب المواساة وطلب البركة بالأكل مع الجماعة.

روى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رحمه الله تعالى قال: كان هذا الحي من بني كنانة بن خزيمة يرى أحدهم أن عليه مخزاته أن يأكل وحده في الجاهلية حتى إن كان الرجل ليسوق الذود الحفل وهو خارج حتى يجد من يؤاكله ويشاربه، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: ٦١] (٢).

وروى المفسرون، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:

أنهم كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره،


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٥٧٠).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (١٨/ ١٧٢)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٦٤٩) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>