للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- والسودان اعتادوا أكل لحم الفئران، فاكتسبوا الرقاعة والخلاعة.

قلت: وعلى هذا فمن أتى بشيء من ذلك فهو متشبه بما ذكر.

[١٣٣ - ومنها: التشبه في الحسد بالتيس.]

والحسد أن تتمنى زوال النعمة المحسود وانتقالها إليك.

روى الأصبهاني في "الترغيب" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَأْتيْ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَحْسُدُ الفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَىْ بَعْضٍ كَتَغَايُرِ التُّيُوْسِ" (١).

وروى الخطابي في "العزلة" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: أجيز شهادة القراء في كل شيء إلا بعضهم على بعض.

قال: وجدتهم أشد تحاسداً من التيوس، توثق الشاة فيرسل عليها التيس، فيهب هذا ويهب هذا (٢).

[١٣٤ - ومنها: التشبه بالتيوس في اجتماع رجال على امرأة يتناوبون الزنا بها كما يشير إليه كلام مالك بن دينار.]

وهم في ذلك أشبه شيء بالفحول من الدواب تتناوب الإناث كالكلاب، والهررة، والخيل، والحمير، والخنازير.

والزنا فاحشة بنص القرآن العظيم، وبذلك يتضاعف فحشه


(١) ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٣٠٢)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٨٦٩٩).
(٢) رواه الخطابي في "العزلة" (ص: ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>