للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حكى ابن الأنباري: تقول العرب: هو أخير وأشر، وما أخيره وما أشره (١).

والشرارة والشرية نقيض الخير، كما في "القاموس" (٢).

ويقال فيه: شررت يا رجل - مثلثًا -.

وقد روى ابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيْحُ لِلْخَيْرِ مَغَالِيْقُ لِلشَّرِ، وإنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيْحُ لِلشَّرِّ مَغَالِيْقُ لِلْخَيْرِ، فَطُوْبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيْحَ الْخَيْرِ عَلَىْ يَدَيْهِ، وَويلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيْحَ الشَرِّ عَلَىْ يَدَيْهِ" (٣).

واعلم أن الإكثار من الشر يوجب معرفة المكثر منه به كما قال عمر رضي الله تعالى عنه: مَنْ أَكْثَرَ من شيء عُرِف به؛ كما رواه ابن أبي شيبة، والعسكري في "الأمثال" (٤).

[١٦ - ومنها: الطغيان.]

قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١)} [الشمس: ١١].

والطغوى، والطغو، والطغيان - بضم الطاء، وكسرها -: مجاوزة القدر، أو الغلو في الكفر، أو الإسراف في المعاصي والظلم، أو الارتفاع.


(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٤/ ٤٣٧).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٥٣١) (مادة: شر).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه العسكري في "جمهرة الأمثال" (١/ ٢٠)، وكذا ابن أبي الدنيا في "الحلم" (ص: ٧٧)،

<<  <  ج: ص:  >  >>