للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الخطيب عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْرَضَ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَه بُغْضًا لَهُ مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ إِيْمَاناً، وَمَنِ انتهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ آمَنَهُ اللهُ يَوْمَ الفَزَعِ الأكبَرِ، وَمَنْ أَهَانَ صَاحِبَ بِدْعَه رَفَعَهُ اللهُ في الْجَنَّةِ مِئَةَ درَجَةٍ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ أَوْ لَقِيَهُ بِالْبِشْرِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَسُرُّهُ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - " (١).

نعم، لو سلم عليه وكرمه اتقاءً لشره فلا بأس دفعا للشر، لا تربية للمحبة التي لأجلها شرع السلام في هذه الأمة.

ولقد وقعت الإشارة في حديث الزبير المتقدم إلى أن الأمم الماضية إنما وقعت العداوة والبغضاء بينهم بسبب أنهم كانوا لا يُسَلِّم بعضهم على بعض؛ فإن السلام لم يكن من سننهم، وإنما هو مخصوص بهذه الأمة شرع فيهم لتربية المودة والمحبة.

[١٧٩ - فمن أخلاق اليهود والنصارى: ترك السلام]

لما علمت أن السلام من خصوصيات هذه الأمة.

روى الإِمام أحمد، وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا حَسَدَتْكُمُ اليَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلامِ وَالتَّأمِيْنِ" (٢).


(١) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٦٣) وقال: تفرد به الحسين بن خالد، وهو أبو الجنيد، وغيره أوثق منه.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>