للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيَّارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر (١).

قلتُ: وهذا أمر مشهود مشهور.

وروى ابن أبي الدنيا: أن شريح رحمه الله تعالى كان لا يجيز شهادة صاحب حَمَام، ولا حَمَّام (٢)؛ يعني: الدَّلاك؛ لأنه يتعرض لكشف العورة من نفسه، واستكشافها من غيره، لا يبالي ما وقع له من ذلك.

٢٣ - ومنها: كما ذكره ابن الحاج في "المدخل" عن أهل مصر من مضاربتهم بالجلود وغيرها يوم كسر النيل، حتى لو زُهقت روح أحد، أو سُلب ماله لم يحكم عليه الوالي، وربما فعله بعض من ينسب إلى العلم، ويعد ذلك حسن خلق، حتى ربما عدُّوا الاشتغال بالدرس وغيره من الأشغال الضرورية هجنة، بل يشتغلون باللعب واللهو وأنواع الشهوات، وربما انضم إلى ذلك مفاسد كالزنا، وشرب الخمر، واختلاط النساء بالرجال (٣).

ومن هذا القبيل ما يفعله كثير من الناس في كثير من البلاد في أيام الأفراح، والأعياد، ونحوها من الملاعب بالضرب، والكلام الفاحش، وتشكيل الرجل في صورة المرأة، وعكسه، وسائر ما يترتب عليه العقاب شرعًا؛ كل ذلك أفعال فرعونية.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥/ ٦)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٢٥٣).
(٣) انظر: "المدخل" لابن الحاج (٢/ ٥٦ - ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>