للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختيار المعلم فاحكم عليه بالإخفاق والخسران، انتهى (١).

وفي الحديث: "ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: هَوًى مُتَّبَعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وإعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ". رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس رضي الله تعالى عنه.

وعنده نحوه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (٢).

ويدخل في الإعجاب بالنفس الإعجاب برأيها، وقد نص عليه في حديث آخر.

٥ - ومنها: إيثار تدبير نفسه على تدبير الله تعالى، واختيار نفسه على اختيار الله ورسوله عليه السلام حيث يقول له أبوه: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} [هود: ٤٢]، وهو يقول: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: ٤٣]؛ فانظر كيف اختار كنعان من دون الله تعالى أمراً، فكان عاقبته فيه هلاكًا وخسراً.

فقد حكي أنه كان راكباً على فرس قد نظر إلى نفسه وأعجب بها، فلما رأى الماء جاء إلى أبيه وقال: يا أبه! فار التنور، فقال له أبوه: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} [هود: ٤٢]، فما استتم المراجعة حتى جاءت موجة عظيمة فالتقمته هو وفرسه، وحيل بينه وبين أبيه، فغرق.

وقيل: إنه اتخذ لنفسه بيتا من زجاج يتحصن فيه من الماء، فلما فار التنور دخل فيه وأقفله عليه من داخل، فلم يزل يتغوط فيه ويبول


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (١/ ٥٠).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>