للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرجوع إلى الله تعالى.

روى ابن ماجه عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما، وأبي برزة رضي الله تعالى عنه قالا: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فرأى قومًا قد طرحوا أرديتهم يمشون في قميص، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَبِفِعْلِ الْجاهِلِيَّةِ تَأْخُذُونَ؟ أَوْ بِصُنع الْجاهِلِيَّةِ تتَشَبَّهُونَ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوةً تَرْجِعُونَ فِي غَيْرِ صُوَرِكُمْ".

قال: فأخذوا أرديتهم ولم يعودوا لذلك (١).

[٩٥ - ومنها: أن يدفن مع الميت شيء من مال صامت، أو حيوان، أو يجعل عند قبره ليستأنس به، أو ليقيه من الأرض، أو لغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة.]

فإن دفن ما سوى الكفن والحنوط مع الميت إضاعة مال، وقد نهى عن إضاعة المال، وقد انقطع الميت عن الدنيا فلا يحس بشيء من الدنيا استئناسًا أو استيحاشًا.

نعم، أنسه ووحشته بأعماله؛ أي: بما ترتب عليها من ثواب أو عقاب.

نعم، يستأنس بالذكر والقرآن والدعاء، وينتفع بذلك، وبالصدقات.

ذكر الشهرستاني في "الملل والنحل": أن بعض العرب كان إذا حضره الموت قال لوليه: ادفنوا معي راحلتي حتى أحشر عليها (٢).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (٢/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>