للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا يربطون الناقة معكوسة إلى مؤخرها مما يلي ظهرها أو بطنها، ويتركونها حتى تموت عنده، ويسمونها: بلية.

وقال جريبة بن الأشيم الأسدي حين حضره الموت يوصي ابنه سعدًا: [من الكامل]

يا سَعْدُ إِمَّا أَهْلِكَنَّ فَإِنَّنِي ... أُوْصِيكَ إِنَّ أَخا الوُصاةِ الأَقْرَبُ

لا تَتْرُكَنْ أَخاكَ يُحْشَرُ راجِلًا ... فِي الْحَشْرِ يُصْرعُ لِلْيَدَيْنِ وَيُنْكَبُ

وَلَعَلَّ فِيما قَدْ تَرَكْتُ مَطِيَّةً ... فِي الْحَشْرِ أَرْكَبُها إِذا قِيلَ ارْكَبُوا

وقال الجوهري في "صحاحه": البلية: الناقة التي كانت تُعقل في الجاهلية عند قبر صاحبها، فلا تعلف ولا تسقى حتى تموت؛ أو يحفر لها حفرة، وتترك فيها إلى أن تموت؛ لأنهم كانوا يزعمون أن الناس يحشرون ركبانًا على البلايا، أو مشاة إذا لم تُعكس مطاياهم على قبورهم، تقول منه: أَبْلَيتُ، وَبلَّيتُ؛ يعني: بالتشديد.

قال الطرمَّاح: [من الوافر]

مَنازِلُ لا تُرى الأَنْصابُ فِيها ... وَلا حُفَرُ الْمُبَلِّي لِلْمَنُونِ

أي: إنها منازل أهل الإسلام دون الجاهلية.

وقامت مبلِّيات فلان يَنُحْنَ عليه، وذلك أن يقُمن حول راحلته إذا مات (١).

وقال في مادة: (ول ي): الوليَّة: البَرْذعة، ويقال: بل التي


(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٢٨٥) (مادة: بلا).

<<  <  ج: ص:  >  >>