وكذلك ينبغي للمؤمن أن يكون كثير الاستيقاظ للعبادة كلما استيقظ ذكر الله تعالى خائفاً من البَيَات.
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنَّه كان له مِهْراس فيه ماء، فيصلي ما قُدِّر له، ثم يصير إلى الفراش، فيغفى إغفاء الطير، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فيغفى إغفاء الطير، ثم يثب فيتوضأ، ثم يصلي؛ يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمس مرات (١).
وقوله: إغفاء الطير؛ يعني: إنَّه كان لا يدوم نومه وغفلته، بل ينام كأنه مذعور يخاف البيات، كما أن الطير لا ينام نومة واحدة، بل تغفي وتهب خوفاً من الجوارح.