للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرم، ويقال له: مقرم - ككرم -: هو البعير لا يحمل عليه ولا يذلل، وإنما هو للفحلة.

قال في "الصحاح": ومنه قيل للسيد: قَرْمٌ مُقْرَم تشبيهاً به، انتهى (١).

- ومن أخلاق الإبل: أنها تميل إلى السماع ميلاً كليا بحيث تكتفي به عن الطعام والشراب، وتتأثر منه تأثراً تستخف منه الأعمال الثقيلة، وتستقصر لقوة نشاطها في السماع المسافات الطويلة بحيث تسكر من السماع، وتتوله منه عن المشقات الهائلة بحيث تمد أعناقها، وتسرع في السير سراعاً حثيثاً إذا سمعت صوت الحادي.

قال جحظة البرمكي في ذلك: [من مجزوء الكامل المرفّل]

إِنْ كُنْتَ تُنْكِرُ أَنَّ فِي الأَلْـ ... ـحانِ فائِدَةً وَنَفْعاً

فَانْظُرْ إِلَى الإِبِلِ اللَّوا ... تِي هُنَّ أَغْلَظُ مِنْكَ طَبْعاً

تُصْغِي إِلَى صَوْتِ الْحُدا ... ةِ فَتَقْطَعُ الفَلَواتِ قَطْعاً

مَعْ أَنهمْ يُظْمُونهَا ... عَنْ مائِها خَمْساً وَرَبْعاً

قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في "رسالته": واستلذاذ القلوب واشتياقها إلى الأصوات الطيبة، وارتياحها إليها ما لا يمكن جحوده؛ فإن الطفل يسكن إلى الصوت الطيب، والجمل يقاسي


(١) انظر: الصحاح "للجوهري (٥/ ٢٠٠٩)، (مادة: قرم).

<<  <  ج: ص:  >  >>