للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعب السفر ومشقة الحمولة، فيهون عليه بالحداء.

قال الله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: ١٧].

ثم قال: أنا أبو حاتم السجستاني، أنا عبد الله بن علي السراج، قال: حكى محمد بن داود الدينوري الرقي قال: كنت في البادية فوافيت قبيلة من قبائل العرب، فأضافني رجل منهم، فرأيت غلاماً أسود مقيداً هناك، ورأيت جمالاً ماتت بفناء البيت، فقال لي الغلام: أنت الليلة ضيف، وأنت على مولاي كريم، فتشفع لي؛ فإنه لا يردك.

فقلت لصاحب البيت: لا آكل طعامك حتى تخلي هذا العبد.

فقال: هذا الغلام قد أفقرني وأتلف مالي.

فقلت: ما فعل؟

فقال: له صوت طيب، وكنت أعيش من ظهر هذه الجمال، فحملها أحمالاً ثقيلة، وحدا لها حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم واحد، فلما وصلت ماتت كلها.

ولكن قد وهبته لك، وحل عن العبد.

فلما أصبحت اشتهيت أن أسمع صوته، وسألته ذلك، فأمر الغلام أن يحدو على جمل كان هناك على بئر يستقي عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه، وقطع حباله، ولم أظن أني سمعت صوتاً أطيب منه، ووقعت على وجهي حتى أشار إليه بالسكوت.

وأجاد الشيخ عمر بن الفارض رحمه الله تعالى في شرح ما أشار

<<  <  ج: ص:  >  >>