للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الحامل لهم على المدح التوصل إلى الدنيا، وهو شرك صِرف، وجاهلية مَحْضة، وعليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اُحْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرابَ".

رواه مسلم من حديث المقدام رضي الله تعالى عنه (١).

وحمله بعضهم على ظاهره، وجعله إشارة إلى تعزيرهم بذلك.

والأكثرون حملوه على المجاز، وأن المراد به مقابلتهم بالخيبة والحرمان، وهو خلاف ما قصدوه، وهو أبلغ من التعزير (٢).

[٨٦ - ومنها: التمدح وتزكية النفس.]

وأمر أهل الجاهلية في ذلك مشهور، وأشعارهم مشحونة بذلك.

قال الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: ٣٢].

[٨٧ - ومنها: المشي في القميص من غير رداء، ونحوه مما يتم به التستر؛ لأن ذلك يؤدي إلى كشف العورة أو بدوها، وروح هذه الخصلة يرجع إلى قلة الحياء والتستر، وهما من الإيمان، وضدهما من الجهل.]

روى ابن ماجه عن عمران بن حصين، وأبي برزة رضي الله تعالى عنهم قالا: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فرأى قومًا قد طرحوا


(١) رواه مسلم (٣٠٠٢).
(٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٨/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>