للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال رجل: يكون فينا مثل قوم لوط؟

قال: نعم، وما ترى بلغ ذلك لا أمَّ لك (١).

وفي كتاب "ذم الهوى" لابن الجوزي: أن عيسى عليه السلام مرَّ برجل ونار تأكله، فبينما عيسى ينظر إلى ذلك إذا استحالت النار غلاماً، والرجل ناراً، فجعلت النار تأكل الغلام، فسأل الله تعالى أن يطلعه على أمرهما، فعاد الغلام نارًا والنار رجلًا، فسأله عيسى عليه السلام، فأنطقه الله تعالى، فقال: يا روح الله! هذا الغلام كنت أهواه، وكنت أفعل به كذا، فمات ومت، فتارة يصير ناراً فيحرقني، وتارة أصير ناراً فأحرقه، وهذا عذابنا.

ولعل الغلام كان قد بلغ وكان يطيعه.

وقال بعض العلماء: ثلاثة اعتادوا كل ثلاثة فغلب على طباعهم ثلاثة: عرب البادية اعتادوا أكل لحوم الإبل فغلب عليهم الحقد، والترك اعتادوا أكل لحوم الخيل فغلب عليهم قسوة القلب، والنصارى اعتادوا أكل لحوم الخنازير فغلبت عليهم الأُبْنَة.

وقد سبق أن الخنزير من البهائم التي تعمل عمل قوم لوط.

[١٩٢ - ومن أعمال اليهود والنصارى: الوقوع على المحارم، والتجاهر بالزنا والفواحش.]

روى ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان رحمه الله تعالى في قوله


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٣٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>