للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحدثون، وضبطه في "حياة الحيوان" بالضاد المعجمة، وذكر الحديث، ولعله ظنه من الصفة.

قلت: ولو قيل: إنه مقلوب الصعو لم يبعد.

وقلت: [من الرجز]

كُنْ خافِياً كَالوصعِ أَوْ كالصعوِ ... حَتَّى يَتِمَّ لَكَ وَصْفُ الصفوِ

إِنَّ الظُّهورَ لِلظُّهور قاصِمٌ ... وَالْخامِلُ الْخافِي حَراً بِالعفْوِ

- ومن ذلك: الفرفر - على أوزان هدهد، وزبرج، وعصفور -: وهو العصفور بعينه، أو نوع منه سمي بذلك لفرفرته؛ من: فرفرت الشيء: إذا حركته، وفرفر: تحرك لشدة حركته، وأكثر ما يكون العصفور فرفرةً إذا وقع في الشبك.

فكذلك ينبغي للمؤمن إذا وقع في قنص الخطايا وشبك الذنوب أن يحزن لذلك، ويضطرب له، ويَضرع إلى الله بالتوبة.

روى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أنه قال: لنفس المؤمن أشد ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يغدف به (١)؛ أي: اضطراباً وفراراً.

ويقال: أغدف بالصيد: إذا ألقى عليه الشبكة؛ قاله الزمخشري في "الفائق" (٢).


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٤).
(٢) انظر: "الفائق في غريب الحديث" للزمخشري (٢/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>