للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقبلت عرَّفها العالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل (١).

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الفِتْنَةَ تَجِيْءُ بِهِ فَتَنْسِفُ العُبَّادَ نَسْفاً وَيَنْجُو العالِمُ مِنْها بِعِلْمِهِ" (٢).

[٤٩ - ومنها: الثقة بالنفس ودعاويها.]

وربما حمله الجهل والطيش على الإقسام على نجاز مواعيدها، وربما حملها دعوى الوفاء على التزام ما تعمد به بالنذر ونحو ذلك، وأكثر ما ينتهي الأمر في ذلك إلى الندم.

قال الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠٩) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١٠) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (١١١)} [الأنعام: ١٠٩ - ١١١].

نعم، ينبغي للعبد إذا وعد نفسه بفعل شيء من الطاعات، أو من المكارم أن يقول: إن شاء الله تعالى.

قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: ٢٣، ٢٤].

وإذا أخل العالم بهذا الأدب كان أسوأ حالاً من الجاهل.


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٢٤).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>