يحصل التشبه بالصالحين بكل عمل صالح مع الإيمان بالله تعالى، لكن الظاهر أن من اقتصر على عمل واحد، أو على أعمال قليلة من الصَّالحات لا يقال: إنه صالح حتى يتمرَّن على الأعمال الصالحة، ويداوم عليها كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩)} [العنكبوت: ٩].
ومع ذلك فإن من اقتصر على عمل صالح مع الإيمان، فعسى أن ينفعه الله تعالى بذلك العمل الصالح يومًا ما؛ فإنه ليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له.
وقد روى أبو يعلى في " المسند"، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "الشعب" عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْخَصْلَةَ الصَّالِحَةَ تَكُوْنُ فِيْ الرَّجُلِ فَيُصْلِحُ اللهُ بِها عَمَلَهُ كُلَّهُ، وَطُهُوْرُ الرَّجُلِ لِصَلاتِهِ يُكَفِّرُ ذُنُوْبَهُ، وَتَبْقَىْ صَلاتُهُ لَهُ نافِلَةً"(١).
(١) رواه أبو يعلى في "المسند" (٣٢٩٧)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٠٠٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٢٥): رواه أبو يعلى=