للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له نمرود: فمن ربك؟

قال إبراهيم: ربي الذي يحيى ويميت (١).

واعلم أني لم أرد أن أذكر القصص بأطرافها في هذا الكتاب، وإنما أذكر مَحالًّا يقع الانتقاد فيها على تلك الأمم ليجتنب التشبه بهم فيها، وقد اشتمل ما ذكرناه فيها عن نمرود وقومه على أمور قبيحة:

[١ - فمنها: لباس ما هو من زي النساء من التاج المتخذ من الحرير المكلل بالدر والياقوت وغير ذلك، ومن الأردية والأقبية المتخذة من ذلك مما يحرم على الرجال.]

وقد حكى ابن دقيق العيد عن بعضهم: أن الحكمة في تحريم الحرير التشبه بالكفار.

واستَدَلَّ له الحافظُ زين الدين العراقي بحديث حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تَلْبَسُوا الدِّيْبَاجَ وَالْحَرِيْرَ، وَلا تَشْرَبُوْا فِيْ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضةِ، وَلا تأْكُلُوْا فِيْ صِحَافِهَا؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ". رواه الأئمة الستة (٢).

وروى الشيخان، وأبو داود، والنسائي عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال:


(١) انظر: "تفسير الطبري" (٣/ ٢٨٤).
(٢) رواه البخاري (٥١١٠)، ومسلم (٢٠٦٧)، وأبو داود (٣٧٢٣)، والترمذي (١٨٧٨)، والنسائي (٦٣٠١)، وابن ماجه (٣٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>