للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبه في المجلس بخبر، أو مدح رجل أو ذمه، أو نحو ذلك، فيعارضه صاحبه فيه ويأتي بضده، فيتعارضان فيه، ويتجادلان فيه، وكل واحد يستدل لصحة خبره أو قوله، وربما أدى ذلك بهما إلى الشقاق، والتشاتم، والتقاذف، وتكاشف العيوب، وتثور بينهما الحمية الجاهلية، وأكثر ما يتفق ذلك للبطَّالين والبَطِرِين.

١٤ - ومنها: الخروج كل ساعة في طور غير الطور المتقدم من حيث الأخلاق، أو من حيث الحركة، أو من حيث الزي؛ فتارة يلبس لباس الأجناد، وتارة لباس الفتيان، وتارة لباس الفقهاء، وتارة يتكلم بالشيء ويناقضه في المجلس، ويقوم ويقعد في المجلس كثيراً، ويخرج منه ويعود كثيراً، إلى غير ذلك من الاختلافات والتطورات.

روى ابن أبي الدنيا عن عامر بن عبد قيس رحمه الله تعالى قال: إذا عَقْلُك [عَقَلَك] عما لا ينبغي فأنت عاقل (١).

وعن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: لا تنظر إلى عقل الرجل في كلامه، ولكن انظروا إلى عقله في مخارج أموره ومداخلها (٢).

ومن هذا القبيل ما رواه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن زنجويه في كتاب "سنن الخواتيم" عن معاوية - رضي الله عنه - أنه قال: اعتبروا الرجل في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه.


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٤٩).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>