للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن ما ذكرناه من مشابهة أهل الكتاب في أعيادهم تتناول أمورًا ربما فعلها كثير من عوام الناس، فينبغي التنبيه عليها لتُحْذَر.

١ - فمن ذلك: احتفالهم للخميس الحقير هو وأهله، والأسبوع الذي هو فيه من الأحد إلى الأحد هو أكبر أعياد النصارى، فيحتفلون له بصبغ البيض، وبيعه، والمقامرة به، وتبخير القبور، ووضع الثياب على السطح، وكتابة الأوراق وإلصاقها بالأبواب، وبيع البخور وشرائه، وخروج النساء لذلك، واتخاذه قرباناً، وطبخ العدس وغيره من الأطعمة المختصة بذلك اليوم، وأخذ النساء لورق الزيتون، والاغتسال بمائه أو بشيء مخصوص غيره؛ فإن أصل ذلك من ماء المعمودية، واتخاذ تلك الأيام أيام راحة ولعب بالخيل وغيرها، والخروج إلى الضواحي، وترك الأشغال والصنائع (١).

وذلك وأمثاله في هذه الأيام من أعمال النصارى، فعلى المسلم أن لا يشاركهم في شيء منها، وإن غضب منه ولده الصغير وزوجته فلا يرضيهما بسخط الله تعالى، ولا يطيعهما؛ فإن طاعتهما في ذلك فتنة.

وفي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أَفْلَحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأة" (٢).

وقال الحسن: ما أصبح رجل يطيع امرأته في كل ما تريد إلا أكبَّه الله


(١) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (ص: ٢١٥).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>