الخامس: أن مشاركتهم في أعيادهم يوجب سرور قلوبهم، وابتهاجها بما هم عليه من الباطل، فيكون ذلك سببًا لدوامهم على ذلك، بل ولطمعهم في ضعفاء الخلق.
السادس: أن ما يفعلونه في أعيادهم بعضه كفر، وبعضه منهي عنه، وبعضه مباح، والتمييز بين ذلك مما يخفى على العامة، فتعين اجتناب الكل حسماً للمادة.
ولو فعل من مباحات ذلك من ينسب إلى العلم شيئًا فربما ظن الناس من فعله إباحة فعل الكل، فوجب على العالم اجتناب كل ذلك.
السابع: أن المشابهة تدل على التفاعل في الأخلاق والصفات، والموافقة في الهَدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافًا، فربما أدى الدخول معهم في أعيادهم إلى اكتساب شيء من أخلاقهم واعتقاداتهم.
الثامن: أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة وموالاة.
وقد قال الله تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة: ٢٢](١).
(١) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (ص: ١٩٨ - ٢١٥)، وقد ذكره المصنف مختصرًا.