للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رأيته مرة في المنام في صورة فقير متعبد قد أنحله النسك وعليه زي الصالحين كأنه مجذوب، وأنا جالس في مجلس الدرس بصحن الجامع الأموي، فمر في وسط الحلقة، ثم توجه ورفع يده ليبطش بي قائلًا: ما تدع ذكر الشيطان وقبائحه، وتشتغل بغير ذلك؟ فعلمت أنه هو الشيطان، وهان أمره عندي، ولا يمكنه الله مني.

وكان لهذا المنام سبب، وذلك أني كنت مشتغلاً في تأليف هذا الباب، وأنا أتتبع قبائح الشيطان لأذكرها فيه فتحذر.

[٢٧ - ومن قبائح الشيطان: التلوط به، والدعاء إلى نكاح نفسه.]

قال الكلبي رحمه الله تعالى: أول من عمل به قوم لوط إبليس في صورة شاب، ثم دعا إلى دبره، فنكح في دبره، ثم عبثوا بذلك العمل (١).

وروى ابن عساكر من طريق ابن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس قال: إنما كان بدء عمل قوم لوط إبليس جاءهم في هيئة صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه، فنكحوه، ثم جروا على ذلك (٢).

٢٨ - ومنها: العبث بمذاكير نفسه، أو بمذاكير غيره اجتلاباً للمني.

وقد نص العلماء على تحريم الاستمناء باليد إلا أن يكون بيد الحليلة،


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٩٥).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٠/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>