للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وروى الفرج بن فضالة عن عروة بن رويم رحمه الله تعالى: أن عيسى بن مريم عليهما السلام دعا ربه عز وجل أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم فجلى له، فإذا رأسه رأس الحية واضعا رأسه على ثمرة القلب، فمنَّاه وحدثه (١).

وذكر صاحب "البهجة" في مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله تعالى: أن الشيخ عبد القادر عرض له الشيطان وهو يصلي، ورده في صورة ثعبان عظيم فاغر فاه، ثم تطوق على عنقه وهو ثابت، ثم عرفه أنه الشيطان، وأنه استزل بذلك سبعين صديقًا.

قلت: وقد رأيته في المنام في صورة بين صورة الحمار وصورة الكلب، وأشوه منهما، وجثته دون جثة الحمار وفوق جثة الكلب، وقد وثب علي فأمسكته بيديه، ثم صرعته إلى الأرض، وعلوت على صدره، وأردت أن أستعين عليه بشخص فألهمت أن أعظم ما يستعان به عليه الذكر، فأخذت في ذكر الله تعالى، فما زال يضعف حتى صار كالأديم الملقى، فلما أمنت بطشه تركته، وكثيراً ما رأيته في صورة كلب وأُذيبه بالذكر.

وقد يتظاهر في صورة الآدمي كما ظهر لقريش في صورة الشيخ النجدي كما سيأتي، وكما ظهر لهم في صورة سراقة يوم بدر، وكما ظهر للصحابة في أقبح صورة رجل ليشككهم في دينهم كما تقدم.


(١) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>