للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى الشيخان، وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِيْ الصَلاةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَىْ عِبادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ؛ فَإِنَّهُ إِذا قالَ ذَلِكَ أَصابَ كُلَّ عَبْدٍ صالِحٍ فِيْ السَّماءِ وَالأَرْضِ"، الحديث (١).

قال بعض العلماء: تارك الصلاة ظالم لكل صالح في السموات والأرض حقاً فرضه الله له عليه، وحقوق العباد محل الْمُشَاحَّةِ والْمُحَاقَّةِ، فلأجل ذلك كان ذنبه عظيماً، ولا يقبل منه إلا أن يأتي بها، وإلا قتل بترك صلاة واحدة.

* ومن لطائف الآثار: ما رواه أبو نعيم في "الحلية" في ترجمة عروة ابن رويم عنه، عن خالد بن يزيد القرشي قال: كانت لي حاجة بالجزيرة، فاتخذتها طريقا مستخفياً، قال: فبينما أنا أسير بين أظهرهم إذا أنا بشمامسة ورهبان، وكان رجلاً كيساً ذا رأي، قال: فقلت لهم: ما جمعكم هاهنا؟ قالوا: إن لنا شيخاً سياحاً نلقاه في كل عام في مكاننا هذا مرة، فنعرض عليه ديننا، وننتهي فيه إلى رأيه، قال: وكنت رجلاً معنياً بالحديث، فقلت: لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئاً أنتفع به، قال: فدنوت منه، فلما نظر إلي قال: ما أنت؟ مِنْ هؤلاء؟ قلت: أجل، قال: من أمة أحمد -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت:


(١) رواه البخاري (٥٨٧٦)، ومسلم (٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>