للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى هو وأبو داود عن أبي رزين رضي الله تعالى عنه: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُفَسَّرْ؛ فَإِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ".

قال: وأحسبه قال: "لا تَقُصَّهَا إلاَّ عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ" (١).

هكذا وجدت لفظ الحديث، واشتهر بلفظ: "الرُّؤْيَا عَلَى جَنَاحِ طَائِرٍ، مَتَى قُصَّتْ وَقَعَتْ".

والظاهر أن له أصلًا بهذا اللفظ؛ لأن شيخ الإسلام والدي رضي الله تعالى عنه - وكان إمام الحديث في عصره - عنده بهذا اللفظ، فقال: [من مجزوء الرجز]

رُؤْيا الْمَنامِ مِثْلَما ... لَنا النَّبِيُّ قَدْ نَعَتْ

عَلى جَناحِ طائِرٍ ... فَحَيْثُ قُصَّتْ وَقَعَتْ

وقد استوفينا هنا أكثر آداب الرؤيا، ولذلك أوردت هذه الأحاديث فيها، ولها مناسبة تامة بهذا المحل.

* فائِدَةٌ:

روى القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتاب "الجليس والأنيس" عن أبي الأصبع قال: كان رجل من همذان في الكوفة يذكر بعبادة، فلزم بيته وترك الناس، فكان لا يخرج من بيته إلا لصلاة


(١) رواه ابن ماجه (٣٩١٤)، وأبو داود (٥٠٢٠)، وكذا الترمذي (٢٢٧٩) وصححه.

<<  <  ج: ص:  >  >>