مكتوبة، أو حق يلزمه لا يجد منه بدًا، وكان صديقا للربيع بن خُثيم، وكانا لا يأتيان أحدًا إلا أحدهما لصاحبه، وكان الهمذاني لا ينام من الليل إلا قليلًا، فنام ساعته التي كان ينام فيها، فأتاه آتٍ في منامه فمغثه مغثًا شديدًا، ثم قال له: ائت الربيع بن خُثيم فقل له: إنك من أهل النار، ثم تنحى، فانتبه الهمذاني، فتعاظمه ذلك، وقال الربيع بن خُثيم: فلم يأته وأبطأ عنه، قال: ثم أتاه في الليلة الأخرى وهو نائم فمغثه مغثًا، فقال له: ألم أقل لك أن تأتي الربيع بن خُثيم وتقول له: إنك من أهل النار، لئن لم تفعل لأفعلن بك، ثم تنحى عنه، فانتبه الهمذاني وقد تعاظم ذلك، وقال الربيع بن خُثيم: فلم يأته، فجاءه في الليلة الثالثة وفعل به كذلك، فلما أصبح ورأى الربيع أنه قد أبطأ عنه أتاه، فدخل عليه فسلم عليه، فرآه متثاقلًا عنه، فقال: يا أخي! ما لك؟ أخبرني، فأخبره بما لقي تلك الليالي الثلاث وبما أمره، قال: فقال الربيع: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا أخي! إنما هذا الشيطان فأعيذك بالله ونفسي من الشيطان، وتفل الربيع عن يساره ثلاث تفلات، وتعوذ بالله من الشيطان، ثم رجع إلى منزله، فلما كانت الليلة المقبلة نام الهمذاني في ساعته التي كان ينام فيها وقد قرأ بعض البقرة مما سمع من الربيع، فإذا هو قد أتاه آت في منامه بيده ساجور كلب أسود في وجه الكلب ثلاث جراحات، قال له: أتدري ما أنا؟