للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: هذا الشيطان الذي دخل بينك وبين الربيع بن خُثيم، قد وكلت بكما وبهذا إلى أن تموتا لا يفلت من هذا الساجور.

تدري ما هذه الجراحات التي بوجه الكلب؟

قال: لا.

قال: تفلات الربيع بن خُثيم على يساره.

قال: فانتبه الهمذاني فلما أصبح غدا على الربيع فأخبره بما رأى، فحمد الله تعالى، فقال: قد أخبرتك أنه من عمل الشيطان (١).

قلت: إنما فهم الربيع أنه الشيطان من تحزينه للهمذاني بسبب ما قال له عن أخيه.

وفي الحديث السابق: أن من الرؤيا تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، فاستظهر الربيع أمره بالعلم، وإن شئت فقل: هو من باب الكرامة والكشف.

وفي هذه القصة أن من أفعال الشيطان إدخال الحزن والغيظ على العبد الصالح، والتفريق بين المتواخيين بأي ممكن، وإزالة المؤمن عن حسن الاعتقاد في الصالحين، والكذب على الله، والخوض في علم الغيب.


(١) رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح" (ص: ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>